قَالَ لاَ. قَالَ « فَاذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّ فِي أَعْيُنِ الأَنْصَارِ شَيْئًا ». وفي رواية عند الترمذي وغيره قال صلى الله عليه وسلم:« انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا ». فحث الاسلام على ذلك، وجعله سبباً للوفاق بين الزوجين، ولكن حينما يكون هذا المطلوب ،هو الوصف المنفرد ،الذي يطلبه الرجل من المرأة ،دون النظر إلى الدين ،فإن ذلك يؤل غالباً إلى صفقة خاسرة، والسبب هو أن المرأة إذا كانت جميلة ولا تخاف من الله -عز وجل- فقد يكون ذلك سبباً لغرورها، ولترفعها على هذا الزوج، ولربما أسرت قلبه فلا يجد فكاكاً من متابعتها ،ومطاوعتها ،حتى على مساخط الله -عز وجل-، ولربما أمرته فقطع رحمه ،أو عق والديه، كل ذلك من أجل أسْر الجمال، ولا شك أن الجمال يأسر كثيراً من النفوس، ثم أيضاً كما قيل: الماء العذب يَكثر الواردون عليه، فإذا عُرف أن هذه المرأة جميلة، ولا تخاف من الله -عز وجل-، وتتبرج ،وتظهر زينتها ،فإن الأنظار تتوجه إليها، فكون الإنسان يطلب الجمال هذا أمر لا يُذم ولا يُمنع، ولكن حينما يكون هذا هو المطلوب فحسب ،دون النظر إلى الدين والتقوى ،فإن هذا أمر لا يسوغ بحال من الأحوال، فالجمال يذهب ،ولا تبقى إلا الحقائق، ومهما تطاولت الأيام والليالي ،فلابد أن ينقشع هذا الجمال، فهو قشرة، ثم بعد ذلك ، فالأيام والسنون كفيلة بترحله وزواله، فتتغير الحال ، وتذهب تلك النضارة والحسن والبهاء والشباب ،ويتحول ذلك إلى شيء آخر، لربما تعافه النفوس ، وتنفر منه، والاسلام أيضا لا يمنع أن يتزوج الرجل المرأة ذات الحسب ، ولكن مع حسبها ، أن تكون أيضا ذات دين ، فإذا تزوج الرجل المرأة لمنصبها ،أو لحسبها ونسبها ،دون أن ينظر إلى الدين ،فإنها قد تترفع عليه، وتكون مُدِلّة عليه، وكثير ممن يتزوج امرأة هي فوقه في المنصب والمرتبة، والنسب والشرف، وما أشبه ذلك ،لا يسلم في غالب الأحيان، وإذا كانت هذه الأمور كامنة في النفوس ،فقد تظهر في أوقات الخصومات، فما حاجتك أن تتزوج بامرأة تكون سيدة لك؟، ولذلك فعلى الإنسان إذا تزوج ، فليحرص أن يتزوج امرأة مشاكلة له لا تترفع عليه، ولا تشعره أنها فوقه، ولا يكون ذلك إلا إذا كانت ذات دين ، فيمنعها دينها أن تفعل ذلك ، لأنها تعلم حقوق زوجها عليها وكذلك ذات المال ، أن تكون مع غناها ذات دين ، ففي الدين الخير كلُّه لمن باع الحياة الدنيا بالآخرة فربِحهما جميعًا، وفي الدنيا الشرُّ كله لمن اشترى الفانية بالباقية فخسرهما جميعًا، ومِصداقُ ذلك ما رواه الطبراني في الأوسط عن أنس – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم -: (مَن تزوَّج امرأة لعزِّها، لم يَزده الله إلا ذلاًّ، ومَن تزوَّجها لمالها، لم يزده الله إلا فقرًا، ومن تزوَّجها لحَسَبها، لم يزده الله إلا دناءةً، ومَن تزوَّج امرأة لم يُرِد بها إلا أن يَغُضَّ بصرَه، ويُحصِّن فرجَه، أو يَصِل رَحِمه، بارَك الله له فيها، وبارَك لها فيه) ، وفي تجارب الحياة مُعتبَر وذِكرى ، ففي تهذيب الكمال للمزي رحمه الله: (قال يحيى بن يحيى النيسابوري: كنت عند سفيان بن عيينة إذ جاءه رجل فقال: يا أبا محمد، أشكو إليك من فلانة، يعني امرأته – فقال: أنا أذل الأشياء عندها وأحقرها.
حديث تنكح المرأة لأربع في هذا الحديث أخبر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام عن أوصاف المرأة التي سيرتبط بها الرجل، وقد ذكرها بوضوح، وهي: المال، والحَسَب، والجمال، والدين، وقد بين أن اختيار الدين هو ما ستترتب عليه السعادة في الدارين، فعندما يبحث المسلم عن امرأة للزواج يحتار في اختياره، فهي من سترافقه في العمر، ويجب أن يكون اختياره بتأنٍ، ومبنيًّا على أسس متينة وصحيحة، لذلك ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم حديث بمثابة توعية وإرشاد للشباب عند اختيار الزوجة، إذ جاء في الحديث الذي رواه أبو هريرة عن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم: (تنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ) ، [٧] [٨] الفئات المقصودة بما جاء في حديث تُنكح المرأة لأربع يظن عامة الناس أن الحديث موجه لطالبي الزواج من فئة الشباب فقط، لكن عند العلماء ما يتجاوز هذه الفئة؛ فهو موجه إلى جميع فئات المجتمع كل حسب موقعه ومسؤوليته، وهم كالآتي [٩]: الحديث موجه للشباب لكي يحسنوا النظر ويتخذوا قرارتهم في ما يتعلق بالزواج بعقلانية وحلم، فلا تأخذهم المظاهر ويضعون الأولويات في غير مكانها الصحيح، إذ إن الأولوية في الأمر واضحة وحث عليها الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث، وهي الدين الذي هو الأساس في تكوين أسرة تقوم على أعمدة متينة.
↑ "شرح حديث: "تنكح المرأة لأربع... "" ، elfagr ، 3-10-2013، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2019. ↑ "شرح حديث: تنكح المرأة لأربع" ، albetaqa ، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2019. ↑ "شرح حديث: (تنكح المرأة لأربع.... )" ، islamqa ، 7-1-2007، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2019. ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1466 ، صحيح. ↑ "شرح الحديث" ، dorar ، اطّلع عليه بتاريخ 7-12-2019. ↑ عبد المجيد البيانوني، "القولُ الأمتَع في حديث: (تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ) نظرات نفسيّة، وتأملات اجتماعيّة، وتوجيهات تربويّة" ، saaid ، اطّلع عليه بتاريخ 7-12-2019.
السكن: إذ يجب على الزوج أن يُوفّر سكناً مناسباً لزوجته بما يُناسب قدرته. النفقة: يجب على الزوج أن يُنفق على زوجته بما في ذلك الطعام، والشراب، والمسكن وإن كانت غنيّة، ولكن اشترط الإسلام لتحقيق هذا الواجب تمكين المرأة زوجها منها وعدم نشوزها، وأوصى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالنساء في كلّ حين، ومن ذلك ما قاله في حجّة الوداع: (فاتَّقوا اللهَ في النِّساءِ فإنَّكم أخَذْتُموهنَّ بأمانِ اللهِ واستحلَلْتُم فروجَهنَّ بكلمةِ اللهِ ولكم عليهنَّ ألَّا يُوطِئْنَ فُرُشَكم أحدًا تكرَهونَه فإنْ فعَلْنَ ذلك فاضرِبوهنَّ ضرباً غيرَ مُبرِّحٍ ولهنَّ عليكم رزقُهنَّ وكسوتُهنَّ بالمعروفِ). [١٢] الحقوق غير الماليّة: ومن الحقوق غير المالية التي أوجبها الإسلام على الزوج لزوجته: المساواة بين الزوجات في الكسوة، والنفقة، والمبيت. المعاشرة بالمعروف؛ وذلك بأن يُعاملها بلطف وخلق حسن، ويُقدم لها ما تُحبّ لتأليف قلبها. الامتناع عن إلحاق الضرر بالزوجة أو إيذائها بأيّ شكلٍ من الأشكال. المراجع ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 7138، صحيح. ↑ سورة الروم، آية: 21. ↑ "من أهداف الزواج في الإسلام" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2018.
اولمبياد الرياضيات 2015, 2024